حلبة مرسى ياس وانجازات متعددة لسائقي الفورمولا1 على مسارها

الإمارات العربية المتحدة أبوظبي، يسري اعتقاد في عالم الفروسية وسباقات الخيول أن بعض الأحصنة تفضل التسابق في مسارات سباق محددة تقدم فيها أداءً أقوى.
وربما ينطبق هذا الأمر على سائقي الفورمولا1، فقد كان السائق البريطاني غراهام هيل يلقب باسم “السيد موناكو”، مع تحقيقه ألقاب خمسة سباقات في ستينات القرن الماضي، إلى أن جاء إيرتون سينا وتفوق عليه محققًا ألقاب ستة سباقات على التوالي في موناكو بين أعوام 1989 و1993، وبالرغم من أن جيم كلارك كان يعشق المنافسة على حلبة الإمارة الأوروبيةإ إلا أنه لم يستطع الفوز بأية ألقاب على مسارها، في حين فاز أربع مرات متتالية على حلبة سبا فرانكورشومب في الستينات مع أنه لم يكن يحب القيادة عليها.
فهل يكون هذا الحال مع حلبة مرسى ياس، ومع اقتراب موعد النسخة التاسعة من سباق الجائزة الكبرى في أبوظبي، من المناسب مراجعة أداء السائقين عليها. وقد يكون أحدث السائقين القدمين إلى عالم الفورمولا1 ممن يفضلون القيادة على مسار حلبة الفورمولا1 في أبوظبي، فقد عبر سائق تورو روسو الشاب بيار غاسلي عن سعادته بالقيادة على مسار حلبة مرسى ياس.
وعلق السائق الفرنسي الذي يبلغ من العمر 21 عامًا، والذي كانت مشاركته الأولى في سباقات الفورمولا1 في هذا الموسم في سباق الجائزة الكبرى في أبوظبي: “أنا سعيد للغاية وأتطلع للمشاركة في السباق الختامي من بطولة العالم للفورمولا1 الذي تحتضنه أبوظبي، أنا أحب هذا المسار، خاصة للذكريات السعيدة التي قدمه لي بعد أن فزت بلقب بطولة جي بي 2 العام الماضي عليه، ولهذا فإنه يعني الكثير بالنسبة إلي، وبالإضافة إلى ذلك فقد انطلق من المركز الأول في مرتين في آخر موسمين لي في بطولة جي بي 2”.
ومن المستبعد أن يتمكن غاسلي من المنافسة بقوة في سباقه الخامس ضمن بطولة العالم للفورمولا1 والأول على حلبة مرسى ياس ضمن هذه البطولة، ولكن من المؤكد أن يفرض لويس هاملتون الذي ينتظر تتويجه باللقب الرابع للفورمولا1 منافسة قوية، فقد جمع السائق البريطاني العدد الأكبر من النقاط في السباقات التي استضافتها الحلبة في أبوظبي محققًا أكبر 142 نقطة.
وفاز كل من هاملتون وفيتيل بثلاثة سباقات في حلبة مرسى ياس، ولكن هاملتون جمع 100 نقطة منها، فيما جميع فيتيل 60 نقطة فقط، ويعود هذا لأسباب عديدة، ففي عام 2009 تلقى السائق الألماني عشرة نقاط فقط لإحرازه المركز الأول، لترتفع النقاط المخصصة لصاحب المركز الأول إلى 25 نقطة في الموسم التالي، ولكن هاملتون سجل سابقة تاريخية في عام 2014 حين اعتمد قرار مضاعفة نقاط السائقين الذي سرى لمرة واحدة، واكتسب هاملتون 50 نقطة في انتصاره الثاني في أبوظبي.
ولم يتمكن أي من السائقين إحراز نقاط في جميع دورات السباق، إلا أن فيتيل أحرز نقاطًا ضمن سبعة سباقات، وهناك شخص واحد آخر تمكن من إحراز هذا الإنجاز، وهو ليس هاميلتون، بل فيليبي ماسا، السائق الذي يودع سباقات الفورمولا1 من أبوظبي هذا العام.
كما يعد الانطلاق من المركز الأول جائزة أخرى يتطلع سائقو الفورمولا1 لتحقيقها، ومن هذه الناحية انطلق هاملتون من المركز الأول على حلبة مرسى ياس ثلاث مرات، ليتفوق على كل من فيتيل وروزبرغ اللذان انطلقا من هذا المركز مرتين، ومارك ويبر الذي انطلق من المركز الأول مرة واحدة، فيما يتعادل هاملتون وفيتيل بعدد مرات الصعود إلى منصة التتويج في أبوظبي بخمس مرات لكل منهما.
وبفضل الأداء الرائع الذي قدمه كل من فيتيل وويبر على حلبة مرسى ياس مع الفترة الأولى لاستضافتها سباقات الجائزة الكبرى، يسيطر فريق ريد بُل على إنجازات الفرق، حاملًا في جعبته ثلاثة انتصارات وثلاثة انطلاقات من المركز الأول وإحراز أسرع لفة في السباق أربع مرات، ليتفوق على فريق مرسيدس الذي يمتلك ثلاثة انتصارات وثلاثة انطلاقات من المركز الأول وإحراز أسرع لفة في السباق مرة واحدة.
ولكن المواسم الأخيرة شهدت سيطرة شبه كاملة لفريق الأسهم الفضية على جزيرة ياس، ويصمم مدير فريق مرسيدس توتو وولف على متابعة الأداء القوي، معلقًا: “تستحضر حلبة مرسى ياس ذكريات متوترة للفريق، مع منافسة على لقب البطولة في سباقين خلال الأعوام الثلاثة الماضية. أحرزنا ثلاثة ألقاب متتالية على حلبة مرسى ياس ونسعى لزيادة على الرقم إلى أربعة، تتضمن الحلبة مجموعة من المنعطفات البطيئة ومتوسطة السرعة، والتي قد لا تكون مثالية لسيارتنا، ولكننا تقدمنا خطوات مؤخرات تمنحنا ثقة بتقديم أداء قوي على مسار السباق”.
ولكن فريق ريد بُل، الخبير بحلبة مرسى ياس، لن يجعل هذه المهمة سهلة عليهم، فقد علق دانييل ريكياردو: “ان اختتام الموسم بنتيجة جيدة أمر مهم، خاصة مع فترة الأستراحة الطويلة في النتظار انطلاق الموسم القادم، فهذا يقدم شعورًا باستحقاق الاستراحة. أظن أنه علينا أن نقدم أداءً قويًا في أبوظبي، لقد قلت أنني أريد انتصارًا آخر قبل انتهاء الموسم، واعتقد أن لدينا فرصة قوية بتحقيق ذلك”.